الفرق بين سكر التمر والسكر الأبيض

يُعتبر السكر من أكثر المواد استخداماً في تحلية الطعام والمشروبات، ويتوفر في أشكال وأنواع متعددة تختلف في مصادرها وطرق تصنيعها، ومن أبرز هذه الأنواع: سكر التمر والسكر الأبيض. كلا النوعين يستخدمان لتحلية الأطعمة، لكن لكل منهما خصائص ومميزات تميزها عن الآخر، كما تختلف تركيبتهما الكيميائية، طريقة الحصول عليهما، وطعمهما، وتأثيرهما على الصحة. في هذا المقال سيتم تناول الفرق بين سكر التمر والسكر الأبيض من جميع النواحي بشكل مفصل، مع توضيح الفوائد والأضرار لكل نوع، بالإضافة إلى الحديث عن الاستخدامات المتنوعة لكل منهما.

تعريف سكر التمر

سكر التمر هو نوع طبيعي من السكر يتم استخلاصه من التمر، وهو عبارة عن مركب سكري طبيعي موجود في ثمار النخيل. يتم تحضير سكر التمر عبر عصر التمر واستخلاص العصير الذي يحتوي على سكريات طبيعية، ثم يتم تجفيف هذا العصير وتحويله إلى شكل مسحوق أو حبيبات تُستخدم كبديل طبيعي للسكر الأبيض. يحتوي سكر التمر على مجموعة واسعة من المعادن والفيتامينات التي تكون موجودة أصلاً في التمر، ويتميز بلونه الداكن وطعمه الحلو المميز الذي يحمل نكهة التمر الفريدة.

تعريف السكر الأبيض

السكر الأبيض هو نوع من السكريات المكررة والمصنعة من قصب السكر أو بنجر السكر، حيث يتم استخلاص السكر الخام ثم تنقيته بطرق كيميائية وميكانيكية حتى يصبح نقيًا بلون أبيض ناصع. يتكون السكر الأبيض أساساً من السكروز بنسبة عالية، ويتميز بقوامه الحبيبي ولونه الأبيض وطعمه الحلو النقي دون أية نكهات إضافية.

الفرق في المصدر وطريقة التصنيع

سكر التمر

ينتج سكر التمر من التمر الطازج أو المجفف، ويتم ذلك عبر استخراج العصير السكري من التمر، ثم يُسخن هذا العصير ببطء لإزالة الماء حتى يتحول إلى مادة شبه صلبة أو مسحوق. هذه الطريقة تحافظ إلى حد كبير على المكونات الغذائية الطبيعية في التمر مثل المعادن (كالحديد، والكالسيوم، والمغنيسيوم) وبعض الفيتامينات (مثل فيتامين B المركب).

السكر الأبيض

يتم استخراج السكر الأبيض عن طريق معالجات صناعية مكثفة تشمل طحن قصب أو بنجر السكر، ثم استخلاص العصير، تنقيته بمواد كيميائية مثل الكلس وثاني أكسيد الكربون، ثم التكرير والتبييض لإزالة الشوائب واللون الأصلي، مما يؤدي إلى فقدان معظم العناصر الغذائية الأصلية ويجعل المنتج نقيًا تقريبًا من السكروز فقط.

التركيب الكيميائي

السكر الأبيض يتكون من السكروز بشكل أساسي، وهو مركب كيميائي يتكون من جزيء جلوكوز وجزيء فركتوز مرتبطين معًا. السكر الأبيض لا يحتوي على فيتامينات أو معادن، وهو خالي من الألياف والمواد المغذية الأخرى.

أما سكر التمر فيحتوي على السكروز، ولكنه إلى جانب ذلك يحتوي على كميات صغيرة من الجلوكوز والفركتوز بشكل طبيعي، كما يحتفظ ببعض المعادن والفيتامينات التي توجد في التمر الأصلي، بالإضافة إلى نسبة جيدة من الألياف الغذائية التي تعزز من الهضم وتقلل من سرعة امتصاص السكر في الدم.

القيمة الغذائية

في الجدول التالي مقارنة بين سكر التمر والسكر الأبيض من حيث العناصر الغذائية لكل 100 غرام:

يُظهر الجدول أن سكر التمر يحتوي على قيمة غذائية إضافية بالمقارنة مع السكر الأبيض، حيث يقدم بعض الألياف والمعادن والفيتامينات التي قد تكون مفيدة للصحة عند استهلاكه بكميات معتدلة.

الفرق في الطعم والقوام

سكر التمر يمتاز بلون بني داكن وطعم غني يحمل نكهة التمر المميزة، وهو أكثر رطوبة في العادة من السكر الأبيض، كما أن حلاوته أقل حدة مقارنة بالسكر الأبيض. يمكن استخدامه في وصفات الحلويات الشرقية التقليدية والمخبوزات التي تحتاج إلى نكهة غنية وعمق في الطعم.

السكر الأبيض يتميز بطعمه الحلو النقي الذي لا يؤثر على نكهة المكونات الأخرى في الطعام، ويتميز بقوام حبيبي جاف وسريع الذوبان، مما يجعله مناسباً لمجموعة واسعة من الاستخدامات في الحلويات والمشروبات والمأكولات.

التأثير على الصحة

سكر التمر

لأنه يحتوي على مركبات طبيعية وألياف غذائية، يمكن أن يكون له تأثير أقل على ارتفاع مستويات السكر في الدم مقارنة بالسكر الأبيض، حيث تساعد الألياف في إبطاء امتصاص الجلوكوز، مما يقلل من الارتفاع الحاد في السكر الدموي بعد الأكل. كما أن المعادن الموجودة فيه تدعم صحة العظام والدم، والفيتامينات تعزز من وظائف الجسم الحيوية.

مع ذلك، فهو لا يختلف كثيرًا من حيث السعرات الحرارية ويجب استهلاكه بحذر من قبل مرضى السكري والأشخاص الذين يراقبون مستويات السكر في الدم.

السكر الأبيض

يؤدي استهلاك السكر الأبيض إلى ارتفاع سريع في مستويات الجلوكوز في الدم، مما قد يسبب مشاكل صحية مثل زيادة مقاومة الأنسولين، زيادة الوزن، وتسوس الأسنان، بالإضافة إلى دوره في الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب عند استهلاكه بكميات مفرطة.

الاستخدامات المختلفة

سكر التمر يُستخدم بشكل واسع في المأكولات التقليدية والحلويات الشرقية مثل الكعك والمعمول والقطايف، حيث يضيف نكهة خاصة ويمنح طعمًا غنيًا ومميزًا. كما يمكن استخدامه في تحضير المشروبات الصحية كبديل للسكر الأبيض.

السكر الأبيض يستخدم في الطهي اليومي وصناعة الحلويات الغربية والمخبوزات، وفي تحلية المشروبات الساخنة والباردة. يُفضل في الوصفات التي تتطلب ذوبان سريع وطعم حلو نقي بدون تأثير على لون أو نكهة الطعام.

الاختيار بين سكر التمر والسكر الأبيض

يعتمد اختيار نوع السكر على نوع الوصفة والهدف الصحي للمستهلك. لمن يبحثون عن بديل طبيعي غني بالمكونات الغذائية، يعتبر سكر التمر خيارًا أفضل، بينما من يريدون الحصول على حلاوة نقية لا تؤثر على نكهة الطعام، يفضلون السكر الأبيض.

بالرغم من فوائد سكر التمر، فإن استهلاكه يجب أن يتم باعتدال مثله مثل جميع أنواع السكريات الأخرى لتجنب الآثار السلبية على الصحة.

الخلاصة

يشكل سكر التمر والسكر الأبيض نوعين مختلفين من السكريات، كل منهما يمتلك خصائص فريدة من حيث المصدر، التصنيع، التركيب الكيميائي، القيمة الغذائية، والطعم. سكر التمر يحتفظ بمزيد من المكونات الغذائية الطبيعية ويتميز بنكهة غنية ومميزة، بينما السكر الأبيض نقي ومكرر يصلح للاستخدامات العامة التي تتطلب حلاوة واضحة وخالية من أي نكهة إضافية. من الناحية الصحية، يعتبر سكر التمر خيارًا أكثر فائدة نسبياً بفضل احتوائه على معادن وألياف، إلا أنه لا يجب الاستهلاك المفرط لأي منهما.

المصادر:

1. Food and Agriculture Organization (FAO) – “Sugar and Health”

2. Journal of Food Science and Technology – “Date sugar as a natural sweetener: Nutritional and functional properties”